تتجه المملكة العربية السعودية نحو خطوة جديدة في مجال الاستثمار، حيث تعتزم السماح للأجانب بتملك أسهم في شركات تعمل في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك وفقًا للإعلان الأخير من هيئة السوق المالية السعودية. يأتي هذا الإعلان في إطار تعزيز فرص الاستثمار الأجنبي في المملكة، مما يسهم في تحفيز النشاط الاقتصادي وتعزيز التنمية في هاتين المدينتين المقدستين.
ضوابط جديدة لتملك الأجانب:
تعتبر هذه الخطوة خطوة هامة نحو توسيع قاعدة المستثمرين في السوق المالية السعودية، حيث تسمح للأجانب بامتلاك أسهم في الشركات المدرجة، طالما تتوفر بعض الضوابط. وفقًا لبيان هيئة السوق المالية، يُسمح للمستثمرين الأجانب بتملك حتى 30% من أسهم الشركة المدرجة أو أدوات الدين القابلة للتحويل إلى أسهم. هذا يأتي بشرط عدم تجاوز حدود الملكية الاستراتيجية للمستثمرين الأجانب.
الشركات المستفيدة:
من بين الشركات التي قد تستفيد من هذا الإعلان، يأتي في مقدمتها شركة “مكة للإنشاء والتعمير” و”جبل عمر للتطوير”، حيث تطوّر الأخيرة مشروعًا كبيرًا في مكة المكرمة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر شركتا “مدينة المعرفة الاقتصادية” و”طيبة للاستثمار” على القائمة، والتي تتخذان المدينة المنورة مقرًا لهما.
تحفيز الاستثمار الأجنبي:
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود المملكة لتحفيز الاستثمار الأجنبي وتعزيز الاقتصاد المحلي. يعتبر ولي العهد السعودي إطلاق 4 مناطق اقتصادية خاصة بالمملكة إحدى الخطوات الرئيسية في هذا السياق، حيث تهدف هذه المناطق إلى جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية وتوفير بيئة استثمارية ملهمة.
تأثير إيجابي على الأسواق المالية:
لا يمكن إنكار تأثير هذا الإعلان على الأسواق المالية السعودية، حيث شهدت أسعار أسهم الشركات المعنية ارتفاعًا ملحوظًا في الساعات الأولى من جلسة التداول. يتراوح هذا الارتفاع بين 8.5% و10%، مما يعكس التفاؤل الكبير الذي استقبلته الأسواق إزاء هذا التطور.
الختام:
في ظل هذه الخطوة الإيجابية، يظهر أن المملكة العربية السعودية تواصل جهودها لتحسين بيئة الاستثمار وجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب. إن فتح باب التملك للأجانب في الشركات المدرجة في مكة والمدينة يعد خطوة استباقية ومستقبلية، قد تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الاقتصادية العالمية.