في قلب صحراء المملكة العربية السعودية، تقع معالم جديدة تُضاف إلى سجل العجائب الحضارية. من بين هذه المعالم، تتألق “حدائق الملك عبدالله الدولية” كجوهرة في تاج التنوع البيولوجي العالمي. تلك الحدائق التي تحمل وعداً بتجربة فريدة من نوعها لعشاق الطبيعة وعشاق التاريخ، حيث تستعرض تطور النباتات على مدى مئات الملايين من السنين.
تجربة استثنائية لمحبي الطبيعة والتاريخ
جوهر الحدائق
تضم “حدائق الملك عبدالله الدولية” مجموعة من البيومات الشبه الدائرية التي تغطي مساحة تزيد عن 10 هكتارات، وتهدف إلى تقديم رحلة زمنية فريدة تعبر عن تطور النباتات على مر العصور. تتضمن هذه الرحلة فترات زمنية مختلفة، بدءًا من العصور الجيولوجية المثيرة مثل العصور الجوراسية والكريتاسية، وصولاً إلى العصور الأقدم مثل الديفونية والكربونية، مما يمنح الزوار فرصة فريدة لاستكشاف تطور الحياة النباتية عبر الزمن.
معلم بيولوجي رائع
تتميز “حدائق الملك عبدالله الدولية” بمعلمها الأبرز، وهو مبنى البيوم الباليوبوتاني، الذي يعتبر أكبر مبنى بيوم بيولوجي في العالم بمساحة تبلغ 90،000 متر مربع. يتكون هذا المبنى من قوسين متداخلين يستوعبان سلسلة من البيئات المُحكمة، حيث يُظهران مرور الموقع عبر الزمن، بدءًا من العصور الجيولوجية القديمة وصولاً إلى العصور البيولوجية الأحدث.
حديقة الخيارات: مساحة تعليمية وتفاعلية
تضم “حدائق الملك عبدالله الدولية” أيضًا حديقة الخيارات، وهي المساحة التعليمية التي تستكشف وتشرح كيفية تأثير القرارات الحياتية والصناعية التي نتخذها اليوم على المناظر الطبيعية في المستقبل. تُعتبر هذه المساحة فرصة للزوار للتفاعل والتفكير بجدية حول الأثر البيئي لقراراتهم اليومية وكيفية تشكيل مستقبل البيئة.
الاستدامة والبيئة
تتميز “حدائق الملك عبدالله الدولية” بتصميمها البيئي الحديث الذي يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، حيث يتم تزويدها بالطاقة من الشمس، ويتم إعادة تدوير المياه المستخدمة فيها. كما يتم استخدام الصخور والحصى والتربة في الموقع بشكل مستدام، مما يجعلها نموذجاً رائداً في استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام.
استكشاف الجمال والتنوع البيولوجي
تتيح “حدائق الملك عبدالله الدولية” لزوارها فرصة استكشاف جمال وتنوع العالم الطبيعي، وذلك من خلال جولات مُصممة بعناية لاكتشاف مجموعة متنوعة من النباتات والبيئات. سواء كنت تبحث عن الاسترخاء والهدوء في أجواء خضراء، أو ترغب في الاستزادة من المعرفة حول تاريخ النباتات، فإن “حدائق الملك عبدالله الدولية” توفر لك كل ما تحتاجه.
وستحتضن هذه الحدائق مجموعة مذهلة من النباتات التي تصل إلى 1،750 نوعًا مختلفًا، وأكثر من 500 ألف نبتة إجمالاً.
تصميم استثنائي وتكنولوجيا متقدمة: حديقة الهلالين
تتميز حدائق الملك عبدالله العالمية بتصميم هلالي فريد، يتناغم مع الطبيعة الصحراوية المحيطة بها. تعتمد التصميمات على أحدث التقنيات البيئية والتكنولوجيا المتقدمة في تنظيم المساحات وتوفير أفضل الظروف للنباتات والزوار على حد سواء.
تجربة فريدة للزوار: مرافق متنوعة ومتكاملة
تضم حدائق الملك عبدالله العالمية مجموعة متنوعة من المرافق، بما في ذلك المطاعم، والمحلات التجارية، ومناطق اللعب للأطفال، ومناطق الاسترخاء، والمسارح المفتوحة، مما يوفر تجربة شاملة وممتعة للزوار من جميع الأعمار.
تراث وثقافة: حديقة الغابة ورسالتها التعليمية
تعتبر حديقة الغابة واحدة من أبرز المعالم في حدائق الملك عبدالله العالمية، حيث تقدم تجربة فريدة للزوار لاكتشاف جمال وتنوع الحياة النباتية. تهدف هذه الحديقة إلى نقل رسالة تعليمية حول أهمية الحفاظ على البيئة وتنوع الحياة النباتية، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها الغابات في العصر الحديث.
إنجاز ضخم يعزز السياحة البيئية في المملكة
بفضل حدائق الملك عبدالله العالمية، تضع المملكة العربية السعودية نفسها على الخريطة العالمية للسياحة البيئية، وتوفر فرصة للزوار لاكتشاف جمال الطبيعة السعودية والاستمتاع بتجربة فريدة لا مثيل لها.
الاستقبال المتوقع
من المتوقع أن يستقبل مشروع حدائق الملك عبدالله العالمية ما يصل إلى 25 ألف زائر يوميًا خلال أوقات الذروة، مما يجعله واحدة من أكبر المعالم السياحية في المملكة العربية السعودية.
ختامًا
“حدائق الملك عبدالله الدولية” تمثل وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والتاريخ على حد سواء. تعد هذه الحدائق مزيجًا فريدًا من الجمال الطبيعي والتعليم والاستدامة، مما يجعلها وجهة لا غنى عنها في قلب المملكة العربية السعودية.